إن سمات الشخصية الخمس الكبرى هي أبعاد للشخصية تشمل نطاقاً واسعاً من السلوكيات والخصائص الإنسانية. يتم استخدامها في علم النفس لتحديد الفروقات الفردية بين الشخصيات.
الانفتاح على التجارب
هذه السمة الشخصية واضحة من اسمها فهي تقيس مدى انفتاح الأشخاص على التجارب الجديدة والأفكار، وهو ما يعني امتلاك الشخص قدرة على التحليل والتفكير بطريقة جديدة في كل مرة.
غالباً ما يكون للأشخاص الذين يتحلون بصفة الانفتاح على التجارب قدرات وإبداعات مميزة. فهم يحاولون استكشاف الأشياء الجديدة سواء في حياتهم اليومية أو في العمل. كما أن الأشخاص ذوو الانفتاح المنخفض على التجارب يميلون للتكرار اليومي والعمل في بيئة مغلقة مع القليل من الإبداع، وفي بعض الأحيان يكون لهم دور في مقاومة التغيير ضمن الشركات.
الضمير
نقصد بالضمير هنا درجة الانضباط الذاتي لدى الشخص وما يتحلى به من تنظيم ومسؤولية أثناء العمل أو أثناء نشاطه اليومي التقليدي. يميل الأشخاص ذوو الضمير العالي إلى الابتعاد عن التشتيت والتركيز على الهدف النهائي وهم في الغالب أشخاص موثوقون من قبل أرباب العمل.
بينما لا يتحلى الأشخاص ذوو الضمير المنخفض بالمقدار نفسه من الانضباط والروح العالية والالتزام في العمل، لهذا تركز المنظمات على اكتساب الأشخاص ذوي الضمير العالي لأنهم يمتلكون أخلاقيات عمل قوية.
الانبساط
يقيس معيار الانبساط مدى كون الشخص قابلاً للنقاش ومفعماً بالحيوية للحوار والتفاعل مع الآخرين. فإن كان الموظف منخفض الانبساط فهذا يعني أنه انطوائي ومنعزل وأقل إنتاجية فهو لا يحبذ شرح الأفكار للآخرين ولا يحبذ التواصل معهم.
تميل المنظمات لاختيار الأشخاص الذين يتحلون بصفة الانبساط لإدارة الأنشطة الاجتماعية والتواصل داخل وخارج المنظمة، والطريف في الأمر أن الثرثرة هي سمة أساسية من سمات الأشخاص ذوي الانبساط العالي.
الوفاق
إن معيار الوفاق يقيس تعاون الأشخاص وتعاطفهم. حيث أن الأفراد الذين يتمتعون بدرجة عالية من القبول لدى الآخرين هم بشكل طبيعي طيبون ولديهم روح التعاون ومساعدة الآخر ومراعاة مشاعره. قد يقدم الشخص الذي يتحلى بسمة الوفاق بعض التنازلات لتسيير أمور العمل وعدم إيقاف عجلة النجاح.
أما بالنسبة للأشخاص الذين يلا يتحلون بأي سمة من سمات الوفاق والقبول لدى الآخرين فهذا مؤشر سلبي في حياتهم يدل على أنهم أقل اهتماماً بالآخرين مما يعني صعوبة عملهم في المناصب القيادية.
العصابية (الاستقرار العاطفي)
يشار إلى العصابية بأنها مقياس لدرجة الاستقرار العاطفي بالنسبة للأفراد، فمثلاً يكون الأشخاص الذين يشعرون بالقلق والاكتئاب أكثر انفعالاً من غيرهم مما يعني مستوى عال من التغييرات في المزاج والتوتر والتصرفات الانفعالية المبالغ فيها.
أما بالنسبة للأشخاص القادرين على اكتساب استقرار عاطفي أكثر فهم يستطيعون التحكم بمشاعرهم وانفعالاتهم ولا يعطون المشكلات حيزاً كبيراً في تفكيرهم. بل إنهم يميلون إلى الهدوء ومواجهة الأزمات بطريقة فعالة.
الفائدة من سمات الشخصية الكبيرة الخمس
نستفيد من دراسة سمات الشخصية الكبيرة الخمس عند إجراء مقابلات العمل وتقييم المرشحين للمناصب القيادية والإدارية المختلفة، كما أننا نحتاج لفهم أعمق لهذه السمات لتطوير ذاتنا وتحسين كفاءتنا في العمل وفي حياة الشخصية أيضاً.
كثيراً ما نواجه مشاكلاً مع المدير الانفعالي والمدير الغاضب دائماً والمدير الانطوائي، لهذا لابد من إتقان هذه المفاتيح الخمسة للتعامل مع الجوانب السلبية للمدراء بطريقة حكيمة مع محاولة تحويلها نحو سلوك إيجابي يؤدي إلى زيادة الإنتاجية.