مع انتهاء الدراسة الجامعية يبدأ الخريج بالبحث عن الوظائف المتاحة أملاً في الحصول على وظيفته الأولى، لكنه يصطدم بالشرط الرئيسي الذي يفرضه سوق العمل على الموظفين ألا وهو: وجود خبرة مهنية سابقة.
في هذه التدوينة سأحاول إطلاع الخريجين الجدد على مجموعة من أهم مصادر اكتساب الخبرة المهنية:
أولاً: الاحتكاك بالأشخاص الفاعلين
حاولوا الاحتكاك بالأشخاص الفاعلين وأهل الخبرة، قد يكون الحديث معهم مختلفاً وقيماً، إن الاستماع لبعض البودكاست والمقابلات مع رجال الأعمال قد يغني عن سنوات من الخبرة والمعرفة المهنية.
ثانياً: التدريب الداخلي
يوفر التدريب الداخلي Internship فرصة للمبتدئين للحصول على خبرة مهنية تتعلق بمجال دراستهم. إن التدريب الداخلي هو التدريب الذي يخضع له المتدرب داخل الشركة، فيكتسب بذلك خبرة عملية ويراقب تنفيذ العمليات بشكل عملي ليكون مؤهلاً بعد ذلك للحصول على وظيفة ضمن كوادر الشركة نفسها.
الفرق بين التدريب الداخلي والتدريب التقليدي
يختلف التدريب الداخلي عن التدريب التقليدي Training في المراكز والمعاهد، فهو مجاني في معظم الأحيان، كما أن المتدرب قد يحصل على راتب شهري بسيط في بعض الشركات.
عند الانتهاء من التدريب الداخلي قد يحصل المتدرب على فرصة للعمل والبقاء في الشركة إن كانت هناك حاجة لتوظيفه والاستفادة من خبراته.
شروط الالتحاق بالتدريب الداخلي Internship
لا يمكن الالتحاق بالتدريب الداخلي إلا بعد إتقان المهارات النظرية للعمل أولاً. فمثلاً يجب على المحاسب المتدرب أن ينهي مقررات محاسبة 1&2 ومحاسبة الشركات ومحاسبة التكاليف ثم يلتحق بعد ذلك بالتدريب الداخلي كمحاسب مبتدئ، لأن الشركات لا تشرح عادةً المفاهيم النظرية وإنما تدرّب المتدربين على تطبيق هذه المفاهيم بشكل عملي.
نظراً لعدم توافر الأساس النظري لدى بعض المرشحين، فقد يتم رفضهم في مقابلات التدريب الداخلي. لهذا على المتدرب المذاكرة جيداً والاستعداد قبل أن يتقدم لفرص التدريب الداخلي ضمن الشركات.
ثالثاً: الدورات المجانية على الإنترنت
الإنترنت في أيامنا الحالية هو من أهم مصادر اكتساب الخبرة المهنية، كلنا يعلم ما يتم نشره عبر YouTube من محاضرات ودروس يمكن الاستفادة منها بشكل مجاني ومفتوح.
أنصحك أيضاً أن تجرب منصات التدريب عن بعد والتي تعد من أفضل مصادر التعلم في وقتنا الحالية، من بينها مثلاً: كورسيرا، إدراك، رواق، نفهم، edX ويوديمي. هذه المواقع تقدم للطلاب خبرات عملية وشهادات يمكن الاستفادة منها ضمن السيرة الذاتية.
رابعاً: العمل التطوعي
من الممكن أن يوفر العمل التطوعي خبرة جيدة للمتطوع، وخصوصاً إن كان مرتبطاً بمجال التخصص، لهذا السبب فمن المستحسن للطلاب والخريجين أن يتطوعوا بشكل مستمر في منظمات ومنشآت يرتبط عملها بمجال عملهم المستقبلي.
احذر من التطوع في الكيانات غير الرسمية لأن هذا قد يفيد أصحاب هذه الكيانات لكنه لن يفيدك من الناحية القانونية ولن يغني سيرتك الذاتية. لا تهتم كثيراً بالشهادات الكرتونية التي تُمنح للمتطوعين واجعل تركيزك على أن تكون الجهة التي تتطوع فيها مسجلة قانونياً.
أمثلة على جهات يمكنك التطوع فيها: الهلال الأحمر، الصليب الأحمر، الكاريتاس، جمعيات رعاية الأيتام والمحتاجين، الجمعيات الخيرية والمنظمات غير الربحية.. الخ.
خامساً: القراءة المثمرة بهدف التعلم
لابد أن تدرك أن القراءة سلاح ذو حدين، فهي تسهم بالتأكيد في تطوير ذاتك، لكنها أحياناً قد تهدر وقتك إن لم تحسن اختيار الكتب والمقالات التي تقرأها.
يستحسن أن تطلب من أستاذك الجامعي أن يرشح لك الكتب المناسبة للقراءة، بعد ذلك حاول اختيار 5 كتب من بينها واحرص على قراءتها قبل مرحلة التخرج.
كانت هذه مجموعة من النصائح حول أهم مصادر اكتساب الخبرة المهنية، قد يخطر ببالي أشياء جديدة فأعود لإضافتها إلى هذه التدوينة، احتفظوا بها جيداً واعملوا على تحقيق ماورد فيها عسى أن تحققوا ما تحلمون به من نجاح.