يروي لنا غازي القصيبي، وهو شاعر وأديب وكاتب وسفير ودبلوماسي ووزير سعودي راحل، أن القائد الإداري يجب أن يتحلى بثلاث صفات لابد من توفرها ليكون قائداً ناجحاً. فما هي تلك الصفات وهل من الممكن اكتسابها؟
وفقاً للقصيبي فإن القائد الناجح يجب أن يمتلك 3 صفات، الأولى صفة عقلية بحتة، والثانية صفة نفسية بحتة، والثالثة صفة تمزج بين العقل والنفس.
الصفة الأولى: العقلية (الحكمة)
ينبغي للقائد الإداري أن يمتلك العقلية الصحيحة ليستطيع اتخاذ القرارات الناجحة، ورغم أن هذه الصفة تعد من الصفات الأساسية بالنسبة لأي إنسان إلا أن القائد الإداري يجب أن يمتلكها بشكل احترافي.
كثيراً ما نرى قادة إداريين يهدرون فرص المؤسسات التي يعملون بها نتيجة لعدم فهمهم للأشياء بميزانها الصحيح. لهذا السبب فالقدرة على بناء عقلية سليمة تضع الأمور في ميزانها الصحيح هي صفة لا يمكن إغفالها بالنسبة للقائد.
لتوضيح الفكرة يستشهد غازي القصيبي بعمله في المجال الدبلوماسي فيذكر أن عالم السياسة والدبلوماسية يغلب عليه الغموض وهو بحاجة لقادة يمتلكون القدرة على فهم الأشياء وبناء عقلية راسخة تستطيع التمييز بين الصواب والخطأ.
الصفة الثانية: النفسية (الشجاعة)
على مستوى الوضع النفسي ينبغي للقائد الإداري أن يمتلك قوة نفسية تجعله قادراً على اتخاذ القرارات بعيداً عن الخوف. فما أكثر الخوف والتردد في عالم الإدارة والقيادة. لهذا فالقصيبي رأى أن معظم قرارات القادة الإداريين صحيحة لكنها بطيئة وأحياناً متأخرة مما يجعلها تفقد قيمتها الفعلية.
إن معرفة القرار الصحيح لا تكفي ليكون المرء قائداً ناجحاً، بل يجب أن يمتلك القدرة على تنفيذ هذا القرار. وهنا يبرز الحديث عن الجرأة والطموح والرغبة في الإنجاز، كما ينبغي النظر أيضاً إلى التسرع والتهور في اتخاذ القرارات.
الصفة الثالثة: القدرة على التنفيذ (المهارة)
بعد أن يتحلى القائد بالحكمة وهي الصفة الأولى، وبعد أن يمتلك النفسية الصحيحة وهي الصفة الثانية، يأتي دور الصفة الثالثة وهي القدرة على تنفيذ القرارات الصحيحة.
يمكن اعتبار هذه الصفة مبنية على الصفتين السابقتين، فالعقلية الصحيحة توصلنا لاتخاذ القرارات الصحيحة، بينما النفسية السليمة توصلنا للشجاعة في تنفيذ هذه القرارات. أما الصفة الثالثة “القدرة على التنفيذ” فهي تأتي كمرحلة أخيرة لتنفيذ القرارات.
بهذه الطريقة قسّم غازي القصيبي صفات القائد الإداري إلى 3 صفات رئيسية ليكون تصنيفه هذا مرجعاً للقادة الجدد. فعلى كل قائد ان يتحلى بالحكمة والشجاعة والقدرة على التنفيذ في الوقت المناسب، بلا تردد أو تهور.
تحتل نصائح غازي القصيبي موقعاً مهماً بالنسبة للقارئ العربي، حيث أن هذا المؤلف قد عمل في الإدارة لسنوات وخاض تحدياتها على مستوى الوزارات والإدارات العامة. رحل القصيبي في العام 2010 تاركاً خلفه إرثاً ثقيلاً من النصائح والآراء الإدارية الفذة التي يمكن البناء عليها. والجميل في تلك الآراء انها صادرة عن شخصية عربية تفهم مشكلات الإدارة في العالم العربي وتضع لها حلولاً أكثر منطقية من تلك الحلول المستوردة.