يتساءل كثير من المحاسبين في وقتنا الحالي عن احتمالية انقراض مهنة المحاسبة نتيجةً لتطور الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا. فهل هل المحاسبة في طريقها للزوال حقاً؟ وهل علينا الاستعداد لاختفاء منصب “محاسب” من إعلانات التوظيف؟
هل مهنة المحاسبة في طريقها للزوال
قد تشهد مهنة المحاسبة انخفاضاً في الطلب خلال الفترة المقبلة، شأنها في ذلك شأن جميع المهن الأخرى، ويعود ذلك إلى تطور الذكاء الاصطناعي واستعانة شركات التكنولوجيا بتطبيقات الذكاء الجاهزة لخفض التكاليف الإنتاجية والتشغيلية.
كل هذا يدل على أن مهام المحاسب اليومية آخذة بالزوال، لكن، هل من الممكن الاستغناء عن الإنسان واستبداله بالآلات لاتخاذ القرارات المالية والإدارية المصيرية؟ بالتأكيد لا. لهذا السبب فإن تخصص المحاسبة لن يزول بشكل كامل كما أن المحاسبين لن يختفوا من عالمنا.
محاسب الضرائب المعقدة لن يختفي
في مقالة نشرها جون بوغليانو، وهو مؤلف ومدير مالي، ذكر أن العاملين في مجال الضرائب المعقدة سيحتفظون بوظائفهم، بينما قد يختفي المحاسب التقليدي الذي يتولى حساب الضرائب البسيطة. ويعود ذلك إلى قلة الطلب وتوفر التكنولوجيا التي قد تحل محل المحاسبين المبتدئين.
مهن مرتبطة بالمحاسبة.. بدأت تزول
من المهن المرتبطة بالمحاسبة والإدارة والتي بدأت بالزوال خلال وقتنا الحالي: الكاشير، أمين الصندوق، مدخل البيانات، مدقق البيانات البسيطة ومساعد المحاسب.
لقد بدأت هذه الوظائف تختفي تدريجياً اعتباراً من بداية الألفية الثالثة والطلب عليها مستمر بالانخفاض مع مرور الوقت. كما أن للأزمات المالية والتضخم الأثر البالغ في تسريع عملية اختفاء هذه المهن.
التعليم الجامعي بدأ يواكب التغيير الجديد
مع ندرة وظائف المحاسبين المبتدئين واستبدالها بالتكنولوجيا والبرمجيات، نجد أن الجامعات الأمريكية والأوروبية بدأت باستبدال بكالوريوس المحاسبة بدرجة البكالوريوس في إدارة الأعمال مع الإبقاء على بعض المقررات المحاسبية الأساسية.
هذه السياسة تهدف إلى تنويع الفرص بالنسبة للخريجين وجعلهم قادرين على العمل في مجالات محاسبية وغير محاسبية، مثل إدارة الأعمال، الجودة، التسويق والتجارة الإلكترونية. حيث تصبح فرص الخريجين أوسع قليلاً.
أما بالنسبة الدراسات العليا، نجد أن الجامعات الدولية مستمرة في تقديم ماجستير المحاسبة للمهتمين بالتعمق في محاسبة الضرائب والمراجعة والتدقيق.